مراجعة الحلقة 2 من أنمي فريرن: ما بعد نهاية الرحلة - Sousou no Frieren - لم يكن من الضروري أن يكون سحرا... - مراجعة بعنوان إفتتان باللون الأزرق
وقت القراءة: 3 دقائق
لا تخفي فريرن رأيها الصريح خلف كلمات مُختارة, بل تقول ما تراه بكل صدق بخصوص تطور فيرن: هي تستطيع التحكم بالمانا, و هي أصعب شئ من بين الثلاثة أشياء التي يحتاجها الساحر. و لكن للأسف, فإن فيرن لا تمتلك مانا كافية بحد ذاتها و لا القوة اللازمة لإستعمالها. يُمكنها أن تمتلك كلى الأمرين, و لكن هذا سيتطلب سنوات.
نرى تلك السنوات تمر و بالتحديد 4 سنوات تمضي في لقطات قصيرة متتالية كشريحة من حياة أحدهم تم خلالها تقاسم الطعام و رؤية تعاقب الفصول المُختلفة إلى جانب التدريب على إستعمال السحر و ساعات الدراسة الطويلة في المكتبة.
بعد 4 سنوات, تهاونت صحة هايتر و لم يعد قادرا على المشي بعد الآن. تطورت قُدرات فيرن و لكنها مازالت غير قادرت على إصابة الحجر خلف المضيق. لقد تحلت بالصبر مثل ما نصحتها فريرن و لكن في النهاية عدم إصابتها للحجر لم يكن أمرا جيدا بالنسبة لها; خاصة و أن هايتر على مشارف الموت. إنها تريده أن يكون فخورا بإنقاذه لها و أن يعلم أنها ستكون على خير ما يرام من بعده.
بينما كانت تجلس بجانب هايتر, سألت فريرن "الكاهن الفاسق" كما تُلقبه, عن سبب إعتنائه بفيرن. تبين أن طريقه تقاطع معها عندما كان يحتسي شرابا فوق أحد التلال حين رأى فيرن الصغيرة التي فقدت عائلتها تُخطط للقفز من الأعلى لإنهاء حياتها. أقنها بالعدول عن ذلك لأنه فكر في أن ذلك ما كان سيفعله صديقه هيميل البطل إن كان ما يزال على قيد الحياة.
أخبر فيرن أنه سيكون من المُخجل أن تموت لأن كل ذكرياتها الثمينة التي تجمعها مع أولئك الذين تحبهم ستختفي من هذا العالم. و لكن بمُجرد أن تم فك شيفرات كتاب التعاويذ و أخبرته فريرن أنه لا يحتوي على أي تعويذة تمنح الخلود أو إعادة الإحياء, يقول لها أنه لا بأس في ذلك. المُهم أن فيرن ساحرة بالفعل الآن, و بهذا لن تكون عقبة في طريق فريرن.
أراد هايتر أن يعفي فيرن من ألم مشاهدة شخص آخر يُسلب منها, لهذا طلب من فريرن أن تأخذها و يُغادرا قبل مماته. هذا الأمر الدرامي للحلقة الثانية على التوالي جعل من فريرن تبكي. قرار هايتر كان نابعا من طيبة قلبه و لكنه كان مُخطئا في ذلك: فيرن تريد أن تُودعه بطريقة مُناسبة. قبل ذلك حرصت أن تحضى فيرن ببعض الوقت مع هايتر لتصنع المزيد من الذكريات قبل النهاية.
من ثم أخذت فريرن معها فيرن في رحلاتها التي بلا هدف في أنحاء العالم بحثا عن التعاويذ. علمت فيرن أنه هذه التعاويذ خاصة للغاية و عشوائية في ذات الوقت, و لكن هذه هواية فريرن, فهذا هو ما يفعلونه طوال الوقت. و أوضحت فريرن أيضا أن الهدف الأكبر من ما يُسمى "بالمغامرة" هو القيام بأعمال غريبة بالنيابة عن الأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بها بأنفسهم بسهولة.
أوصلهم ذلك إلى قرية صغيرة أين وجدوا إمرأة عجوز قادتهم إلى تمثال مُتسخ و صدئ للبطل هيميل. و في عودة مثيرة للذكريات المليئة بالعاطفة و التي دامت بضع لحظات, سافرنا بالزمن حيث كانت هذه العجوز ما تزال طفلة صغيرة ترتعد خوفا حين كانت تقف في طريق الشياطين... إلى أن أنقذها البطل هيميل.
وصل التمثال إلى الحالة التي هو عليها الآن بسبب أنه لا أحد في القرية غير تلك المرأة يتذكر هيميل. لقد مرت 76 سنة بالفعل منذ إنقاذ مجموعة فريرن للعالم(50 سنة تفصل بين رؤية الإنهمارين النيزكيين بالإضافة إلى 26 سنة من موت هيميل). لم يعد هنالك العديد من البشر في هذا العالم الذين شهدوا وجود ملك الشياطين.
عندما تم إصلاح التمثال و تنظيفه, أشارت العجوز أنها تريد أن تظيف إليه بعض الألوان, ربما من خلال زراعة بعض الأزهار من حوله. عندما قالت فيرن أن فريرن تمتلك تعويذة إستحضار الأزهار, أخبرتها فريرن أن الأزهار الوحيدة التي ستفي بالغرض هي أزهار عشبة القمر الأزرق التي كانت تنمو في مسقط رأس هيميل.
المشكلة كانت أن الإمرأة العجوز جامعة أعشاب و قالت أن تلك الزهرة قد إنقرضت من مكان نموها. على الرغم من ذلك, كانت فريرن مُصممة على إيجادها من أجل تحليلها و صنع تعويذة لإستحضارها. بعد 6 أشهر من البحث من دون أي تقدم, أصبحت فيرن قلقة من أن هوس فريرن سينمو إلى ما لا نهاية بحسب نظرتها للوقت كجنية.
تشاركت قلقها مع جامعة الأعشاب و التي بدورها أعطت فيرن بذورا من زهرة أخرى زرقاء مُشابهة و دفعتها لتُخبر فريرن عن ما تُفكر فيه و تشعر به. تقبلت فريرن الأمر, و لم ترد أن تسلب المزيد من الوقت من حياة فيرن القصيرة في سبيل بحثها لهذا ستنتهي منه "قريبا", مهما كان معنى ذلك!
من ثم توجهت فيرن بسؤال لفريرن عن سبب حبها لجمع التعويذات إلى هذا الحد. أصرت فريرن عن أنها تعتبر ذلك هوايتها, و لكنها أشارت أيضا أنها كانت تعيش حياة أكثر لا مبالاة قبل أن تلتقي و تنظم إلى هيميل. مثل هايتر, فإن وجودها إلى جانب هيميل قد غيرها. عدنا بالذكريات إلى أيام قد خلت, حين ملأت فريرن حقلا بالأزهار, و قام هيميل بصناعة تاج جميل من الورود من أجلها لترتديه, و أخبرها أنه يتمنى أني يريها في يوم من الأيام أزهار عشبة القمر الأزرق التي تتفتح في مسقط رأسه.
خلال محادثتهما, تمت سرقة البذور التي كانت مع فيرن من قبل فأر الحقول. تعقبه كلاهما(من خلال تعويذة أخرى), و هو ما قادهم إلى برج حجري قديم و مهجور. سقطت بتلة واحدة زرقاء و قد كانت كفيلة لتجعل من فريرن ترمي بنفسها عاليا في الهواء نحو قمة البرج الذي كان مغطى بالكامل بالزهرة الزرقاء التي كانت تبحث عنها.
إبتسمت فريرن, لأنها تمكنت أخيرا من رؤية الوردة التي أراد هيميل أن يُريها إياها, حتى و إن كان الوقت قد تأخر إلا أن ذلك المشهد كان يفي بالغرض. من ثم قامت بخلط و إستحضار تعويذة لتغطي كامل محيط تمثال هيميل بتلك الورود حتى أنها قامت بصناعة تاج منها من أجله كما فعل هو بالضبط سابقا من أجلها. لفتته البسيطة تلك, و العديد من الأشياء الأخرى المماثلة أيقضت في فريرن بهجة الحياة التي لم تعرفها من قبل.
في نفس السياق, جرى حديث فلسفي مُقتضب بين فيرن و فريرن حيث إعترضت الأخيرة على كلام فيرن أن كلاهما مُختلفتان عندما يتعلق الأمر بالشغف بالسحر. صحيح أنه كان من الممكن لفيرن أن تختار أي شئ آخر مُختلف عن السحر من أجل أن تُبرز لهايتر و لنفسها أنها تستطيع مجاراة الحياة و الإعتماد على نفسها لاحقا.
و لكن, و هذا هو المُهم في الأمر: لقد إختارت السحر بالفعل. و في لقطة من أجمل لقطات الحلقة نرى أنها حقا قد إختارته لنفس السبب الذي دفع فريرن لإختياره: لأن هنالك جمالا يخطف الأبصار في السحر و جمالا في وجوه أولئك الذين يرونك تستعمله خصوصا و إن كانوا أفرادا تهتم لأمرهم.
إنطباعي عن الحلقة عموما
بالرغم من أن هذه هي الحلقة الثانية فقط من هذا أنمي فريرن: ما بعد نهاية الرحلة - Sousou no Frieren و الطريق مازال طويلا أمامه, إلا أنني على قدر عال من الثقة في أنه سيكون مُرشحا مُهما و مُنافسا قويا في حصد لقب أنمي الموسم. الحلقات مصنوعة بعناية كبيرة حيث تبث فينا روحا تجعلنا نلتفت و ننتبه للتفاصيل الصغيرة في الحياة و في نفس الوقت في المفاهيم العميقة التي تساءل حولها كل شخص في مرحلة ما من حياته. هذا العمل هو واحد من القلائل الذي يُذكرنا بالسبب الذي يدفعنا لمشاهدة الأنمي, على الأقل بالنسبة لي.
→ مراجعة الحلقات على إنفراد (الحلقة 1)
[بـــقلم Tunisiano111] ©جميع الحقوق محفوظة لصالح يامادا كانيهيتو, آبي تسوكاسا / Shogakukan / الجهة المُنتجة لسلسلة فريرن: ما بعد نهاية الرحلة - Sousou no Frieren
التقرير الرسمي للأنمي في المنتدى : فريرن: ما بعد نهاية الرحلة - Sousou no Frieren